ملابس عيد أطفال #الركبان.. حين يغيب الفرح

Rukban Network
2 min readMay 1, 2022

--

يلفت انتباه المارّة في سوق #مخيم_الركبان المعزول لافتة مصممة بألوان قوس قزح تحمل اسم الأناقة، فصّلت فيها أنواع الألبسة “رجالي، نسائي، ولادي، تجهيز، عرائس”.

مثل بيوت المخيم ومحالها الأخرى، يدخل الطين كمادة رئيسة في البناء، وعلى الجدران الداخلية مسامير تحمل ثياب العيد، يغلفها صاحب المحل بطبقة من النايلون لحمايتها من الرمل والغبار. داخل المحل قضبن حديدة ثبتت من جانبيها لتعليق بضائع أخرى بقياسات مختلفة.

شراء ملابس العيد يدخل في صناعة فرح الأطفال، كلنا كان يحلم بثيابه، يضعها بالقرب من وسادته في انتظار تكبيرات العيد، الألعاب والكعك والشوكولا ثاني ما كنا نهتم به أطفالاً. هذا العام بدت محلات الركبان شبه فارغة لغلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية لدى غالبية السكان، فضلاً عن التكاليف المرهقة التي رافقت شهر رمضان.

غابت تحضيرات العيد عن بيوت كثيرة في الركبان، تخبرنا أم قاعود، نازحة في المخيّم، أنها لم تشترِ قطعة واحدة لأولادها الثلاثة، فزوجها بالكاد يستطيع تأمين ثمن طعامهم، ولا تعرف ماذا تقول لأطفالها حول أسئلتهم المتكررة عن موعد ذهابهم للسوق، تقول “ أجد نفسي اليوم عاجزة، يتملّكني الحزن، لم تبق الصحراء والرمال في ثياب الأطفال ما يمكن ارتداؤه في العيد”.

يعتمد المخيم على الملابس القادمة من مناطق النظام، عبر طرق التهريب ما يزيد من سعرها المرتبط بالدولار، وبحسب تقديرات أبو صالح، صاحب محل ألبسة في المخيم، ارتفعت أسعار الملابس لهذا العام بنسبة 40 % قياساً بالعام الفائت، بالإضافة إلى أن غلاء السلع الأساسية وانخفاض الأجور ساهما في تراجع القيمة الشرائية للسكان الذين وضعوا شراء الملابس في آخر أولوياتهم، لذلك اعتبر أبو صالح أن هذا الموسم هو الأضعف خلال السنوات السبع الماضية.

آخرون حالفهم الحظ باستلامهم حوالة مالية، كانت سبباً للبدء بتجهيز مراسم العيد، ولزرع البهجة في نفوس الأطفال باصطحابهم إلى محلّات الألبسة، تقول أم ملاك إن النقود التي أرسلها أهلها قد أتت في وقتها، لتعوّض أطفالها ما لا تستطيع تقديمه لهم في العيد، مثل اصطحابهم إلى الملاهي أو الحديقة العامة.

أحياناً، يمثل الحصول على قطعة ملابس عملية معقدة تواجه نساء المخيّم، نظراً لارتفاع الأسعار وقلة المقاسات وعدم تنوع البضاعة المعروضة، تروي أم محمود أنها قضت يومها وهي تبحث عن ملابس لابنها وابنتها، إلى أن حصلت على ثياب بأسعار متوسطة، ومقاسات ملائمة، ومع ذلك تخبرنا أنها دفعت لكليهما 145 ألف ليرة سورية.

يقول أبو صالح إن أصحاب المحلات أحضروا أقل قطع الألبسة ثمناً لهذا العام، مع ذلك بقيت الحركة الشرائية دون المأمول، إذ يتراوح سعر قطعة الملابس بين 30 ألف ليرة و125 ألف ليرة سورية، والأحذية بدأت أسعارها بـ 15 ألف ليرة.

على بعد مئات الأمتار من دول مجاورة لمخيم لركبان، يبدو فيها شراء الملابس، وخاصة للأطفال سمة عادية تتكرر عدة مرّات في السنة، فيما تكتفي نساء الركبان بالصمت أمام أسئلة أولادهن عن ملابسهم، ومن حالفها الحظ بشراء قطعة أو اثنتين لكل طفل، تجدها، على غير العادة، تقصد السوق لوحدها، خوفاً من أن ينتقي الأطفال أو يعجبوا بثياب لا تستطيع شراءها بالنقود التي تحملها.

--

--

Rukban Network

مشروع إعلامي تأسس في مخيم الركبان جنوبي سوريا، ويسعى إلى نقل الواقع بمهنية وموضوعية وإبراز خصوصية المخيم المحاصر.