البندورة بالحبّة واللبن بديل السلطة.. ما يفعله أهالي الركبان لتحضير المائدة الرمضانيّة

Rukban Network
2 min readApr 18, 2022

--

يقضي أبو عمر، وهو نازح من ريف حمص الشرقي، وقتا طويلاً في سوق مخيم الركبان، يفكّر ويجري عمليات حسابية في ذهنه تمكنه من إحضار وجبة الإفطار بأقل تكلفة، وبما يتناسب مع ما يحمله من نقود.

بالرغم مما يفعله أبو عمر إلا أن محاولاته، غالباً، ما تبوء بالفشل، “ ذلك حال كثر” يخبرنا أن متوسط احتياج عائلة مثل عائلته المكوّنة من خمسة أفراد، بالحد الأدنى وفق تعبيره، لا يتناسب مع متوسط دخل الفرد البالغ أقل من عشرة آلاف ليرة يوميّاً، فضلاً عن غلاء المواد الغذائية والتموينية مع قدوم الشهر الفضيل.

يقول أبو عمر إن صناعة أبسط وجبة مثل “ المفرّكة “، وبدون مقبّلات، سلطة أو فتّوش، تحتاج لشراء كيلو ونصف الكيلو من البطاطا بستة آلاف ليرة، وخمس بيضات بثلاثة آلاف ليرة، إذ عليك دفع تسعة آلاف ليرة ما عدا ما ستضعه في البيت من زيت وبصل وكزبرة وكمّون، وكاز للببّور.

ارتفاع الأسعار الذي عزّزه استمرار الحصار وتحكّم المهربين، وقف حائلاً أمام وجود وجبات دسمة وأطباق رئيسة في موائد الركبانيين، كما خلق عادات أسماها من تحدّثنا معهم “تمشية الحال “، لم يألفها السوريون في رمضانهم سابقاً.

يقول أبو عمر إنه لجأ للمعلّبات لكسر روتين الطبق اليومي، ولإسكات أولاده الذين ضجروا تكرّر البطاطا والوجبات الخالية من اللحم والفروج والمقبلات على مائدتهم الرمضانية، يخبرنا أنه دفع ثلاثة عشر ألف ليرة لشراء علبة مرتديلا وعلبة حمّص ناعم وربطتي خبز، أما وجبة السحور فقد صارت من المنسيّات.

تقول مريم، وهي نازحة في المخيم، إن زوجها من أصحاب الدخل المحدود، ما يجعلها تبحث عن وجبات أقل تكلفة، إذ غاب طبق السلطة، الحاضر الدائم على المائدة سابقاً، والذي يكلفها خمسة عشر ألف ليرة، واستبدلته بلبن الغنم الذي بات شريكاً لمعظم أطباقها، إذ تشتري نصف كيلو يومياً بأربعة آلاف ليرة.

يتحدّث أبو خضر وهو صاحب محل خضرة وبائع لبن، عن زيادة ملحوظة في كميات اللبن المباع، خاصّة أنه يدخل في طبخات عدّة، وزاد وجوده في المائدة، وهو “ شيّال الطبخة اليوم، ويساعد الأطفال على الشبع “بحسب ما قال أحد الأهالي لأبي خضر، مقابل ذلك، تباع الخضار بكميّات قليلة وبأسعار مرتفعة، مثل البندورة بخمسة آلاف ليرة، والخيار والخس بذات السعر والباذنجان بخمسة آلاف وخمسمائة ليرة.

لا ينادي أبو خضر بصوته ليجذب انتباه المارة في سوق الركبان حول خضرته، يلتفت معظم الناس للسعر غير آبهين بالجودة والشكل، آخرون دفعهم الخجل لإرسال أطفالهم، يشترون البندورة وخضاراً أخرى “بالحبّة والحبّتين”، بعد أن يسألوا عن سعرها ويعجبهم.

--

--

Rukban Network

مشروع إعلامي تأسس في مخيم الركبان جنوبي سوريا، ويسعى إلى نقل الواقع بمهنية وموضوعية وإبراز خصوصية المخيم المحاصر.